أُسائلُ نفسي
أُسائلُ نفسي صباحَ مساءْ ...
وعندَ الهَجيعِ ووقتَ السُهادِ..
وحين يُجافي العيــونَ الكَـرى
وعنــدَ إنبِــــلاجِ الصبـــاحِ ..
ووقــــــتَِ الضُـحـــــــــــــــى
وفي كلِّ حينٍ يَهيمُ الفُــؤادُ ..
بعيـــــــــــداً حزينــــــــــــاً ..
إلى حيثُ تشـدو العصافيرُ ..
تطِـيرُ تُحلِّــقُ عـبــرَ الفضـــا
تُهدهِـــدُ الوطــــنَ الغالــي ..
الـقُـــــــرى والبَـــــــوادي ..
بأجنحـــةٍ كمـا القـوسْ قُـزَحْ
تُـداعــبُ وردَ الحُـقــــــولِ ..
وتختــالُ مـن طِيبِ الشَــــذى
تُشقْشِقُ تَعزِفُ لحناً جميلاً ..
تهدي الصباحاتِ أحْلى النَدى
فيرقصُ الكونُ إنتشاءً وحُبَّاً..
ويكسـو النفـوسَ كـلُّ الرِضـا
********
أُسـائلُ نفسي مِراراً مِراراً ..
نهــــــــــــاراً جِِهـــــــــاراً ..
إلــى أيـــنَ هــذا المســيرُ ..
وهذا الشقاءُ وهـذا النَــوى؟
عشرونَ عاماً ونَيفٌ مضى..
تِباعــــــــــــاً سِراعـــــــــاً ..
كما الطيف يغشى العُيـونَ ..
يَعْـدو يُسافـرُ في اللامُنتهَـى!
أو كـريــــــــــحٍ قويَّـــــــةْ ..
أطاحـــتْ بحـقــلِ الـورودِ ..
فـــي غَمضــــــةِ عـيـــــنٍ ..
وراحت تُزمجِرُ عبر َالمـدى!
فمن ذا يُكَفكِفُ دمعَ الحقولِ..
يُعيدُ الربيعَ..أريجَ الوُرودِ وحبَّاتِ الندى؟
فـيــــا وَيـــــــحَ قـلـبـــــي ..
علامَ الرحيلُ بعد الرحيـلِ ..
فوقَ السحابِ وعبرَ البحارِ..
وفــــوقَ أدِيـــمِ الثَــــــــرى؟
الـــى جُـــــــزُرٍ نائيــــاتٍ ..
تراءتْ لنا إبتداءً كمُزنِ السماءِ..
يُمَنِّي النفوسَ بفيضِ إرتـوا
فأسرَجْتُ خَيلي..تقدَّمتُ رَحْلي ..
ركـضـــــــــتُ بجِــــــــــدٍ ..
علِّــي أُحقِّــقُ حُـلـمَ الصِبــا
فكانَ السًرابُ يتلو السَرابَ..
مهما ركضــتُ .. دنـوتُ ..
وبان الزُلالُ قريباً .. شهياً يــروي الظما!
فمــا إرتـويتُ يقينـــــــــاً ..
رغم اللِهاثِ..وطُولِ البُعادِ..
ولا إستراحت خُيولي بعدَ الضَنى