قطعانُ الدببةْ
في جزرٍ .. فوقَ بحارِ (الفيءِ) غدتْ تسبحْ
تعيش قُطعانٌ مُحيِّرةٌ من الدَبَبَةْ!
فهذا قطيعُ الدُبِّ الأغبَرْ
من أرضِ الشمسِ أتى فجأةْ
أعياهُ القَحطُ هناكَ فجاءَ هنا
لعلَّ رَذاذ الفَيءِ يُطفِئ ظَمأَهْ!
الأغبرُ يعملُ .. يكدحُ لا يفتـرْ
رغمَ الضَيمِ وهضمِ حقوقٍ مُكتَسَبةْ
ولكنْ رغمَ الجَهدِ الوافِرِ يبذُلُهُ
لا يقبضُ إلا النَذْرَ بعد مُدَّةْ
إذا تأخَّرَ كانَ الخَصمُ حتميَّاً
و إذا تبرَّمَ مقهوراً كانت صدمَةْ
الشوقُ لأهلِ الشمسِ يعذِّبُهُ
سنين مضتْ والدبُّ يُعاني وَجَعَ الغُربةْ
خطاباتُ الأهلِ يرقُبُها كلَّ الوقتِ
لتُعيدَ له بعضَ النشوةْ
لا يدري متى يرجعْ .. متى يهنأْ
بدفءِ الشمسِ .. بفيضِ الحُبِِّ والإلفةْ
وهنا الدُبُّ القُطبيْ مارِدُ الدنيا
بياضٌ كثلجِ القُطبِ يكسو جِلدهْ
يعملُ سَهْلاً .. نسيمُ القُطبِ يُهدهِدُهُ
يقبضُ أجراً كأجورِ الشمسِ مُجتمِعةْ!
إذا تغيَّب جاءوا بالعُذرِ له فوراً:
أصابتْ مُبدِعَنا الملعونةُ الوَعكةْ!
لم يجرؤْ أحدُُ كي يطلُبَ تقريراً
بل هبُّوا يَدْعونَ لهُ بالمِنعةِ والصحَّةْ!
إجازاتُهُ بلا عددٍ كأنَّها خارجُ العَقدِ
مطِيـَّتُهُ الأُولى خوفَ التلويثِ والضجَّةْ!
وفوقُ العرشِ يجلسُ دُبَّنا الباندا
سيِّدُ الجزرِ ورسميّاً حاكِمُ الدببةْ
الكُلُّ هنا يُبجِّلُهُ ولو قَسراً
سوى القُطبي له في النظرْ وُجهةْ
لكنْ ما تعاركَ الدُبَّان ولو عَرَضاً
فالباندا يعلمُ كمْ للماردِ من سَطوةْ
والماردُ يعرفُ أين الكتفَ يأكُلُهً
فالودُّ ضروريٌ كي تمضي الصفقةْ!
ضاع إذاً مِسكينُنا الأغبرْ
أُستُبعِدَ كُليّاً من اللعبةْ
...............................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :