Rainbow Graphics - http://www.myrainbowtext.com
Subscribe:

ورطةٌ كُبرى

ورطةٌ كُبرى

الضبابُ من حولي كثيفٌ كالدُجى

فلا الطريقُ تبينُ كي أنطلِقْ قُدُما

أو أعودُ القَهقَريْ .. أدفِنُ الحُلُماَ!

وكيفَ أعودُ وكلُّ مراكبي أُحرِقتْ سَلَفا؟!

وتلكَ (غاليتي) تشُدُّ من أزْري .. تُزيدُني أملا

أكدحْ .. أضغطْ .. وفِّرْ نشتري الذهبا

والكلُّ هناكَ يرمُقُني ينتظرْ شيئا

وقطارُ العُمرِ نشِطاً يعدو لا ينتظرْ أحدا!

********

ولكن هل نالَ مثلي مُطلَقاً هدفا؟!

ف (جوازي) الذي ما أنفكَ يخذُلُني إنتهى أمَدا

ولا سبيلَ إلى التجديدِ لمن لا يدَّخِر فِلسا!

ورايةُ (التسفيرِ) مرفوعةٌ دَوما!

سألتُ أهلَ التجارُبِ ممَّن بدَّدوا هنا عُمرا

قالوا: أَمامك غابتانْ .. في الأُولى أفاعي

وفي الأخرى عُشاري(*) جَهْرةً يسعى

فان إجتزتهما نجوتَ وإلا ستبقى للوَرى ذِكْرى!

********

حزمتُ أمري .. دخلتُ الغابةَ الأُولى

ألفيتُ (وكيلي) بجنبِ النهرِ يهُزُ الرأسَ كالكوبرا!

بادرتُهُ: أبا (كرمٍ) جئتُ أنشُدُ عندكَ السَلْوى

(جوازي) الذي كانَ في المَهْدِ .. شاخَ إنتهى أمَدا!

فزوِّدني بما يلزمْ من المالِ أُجدِّدهُ مرةً أُخرى

وكما تعلمْ فمن عامينِ لمْ أستلمْ من راتبي شيئا!

قال مُغتاظا: تنبَّهْ يا هذا .. ما هكذا تُصرَعُ الأفعى!

من عامين استلمتَ ألفينْ من يدي نقدا

أضِفْ غراماتِ المرورِ ووصْلَ الأمانةِ و(السُلفَةْ)

وكم مرَّةْ (إسترخَصتَ) في وقتِ الدَوَامِ لا تنْسى

بعدَ الخصمِ والتقريبِ لم يبْقَ سِوى ألفٌ فخُذْ ألفا!

وان لم تقتنعْ أركضْ تقدَّم للسُلطاتِ بالشكوى

قلت في نفسي: إذا كنتُ لا أجرؤْ على البَوحِ ولو هَمْسا

فكيفَ بالشكوى .. إنها بلا شكٍّ ورطةٌ كُبرى!!

********

دفنتُ الألفَ في جَيبي .. خَببتُ صوبَ الغابةِ الأُخرى

في مدخلِ الغابةْ هَرجٌ ومَرجْ .. وحوشٌ في غايةِ الفوضى

أُسودٌ ساخطون .. وظباءٌ باكياتٌ نائحاتُ كالثَكْلى!

قلتُ مُندهِشاً: ماذا يجريْ بالغابةْ؟

قالوا: أصْدرَ الليثُ الكبيرُ قراراً صارِماً خطِرا

الضرائبُ والتحويلُ زِيدا كذا ضِعْفا!

التأجيلُ مرفوضٌ ومن لم يدفعْ يُضَمْ للقائمةْ السودا!

دخولُ الغابةْ منذُ الآن بالدولارْ والعودةْ بالدولارْ .. كفى لَعِبا!

تحسَّستُ الألفَ في جيبي .. ركَضْتُ إلى التسفيرِ مُقتنِعا

سَلَّمتُ نفسيَ للسُلُطاتِ قلتُ لهم: أعيدوني إلى غابتي فورا

جاءني الردُ كالبُركانِ مُنفجِراً .. أو كالصواعقِ تُرْهِبُ البَشَرا

التسفيرُ الآنَ مُكتظٌ ..

فعُدْ بعدَ عامين.. قد تلقى مُتَّسَعا!!

......................................

(*) عُشاري: تمساح ضخم يبلغ طوله نحو عشرة أمتار.

......................................

ـ نُشرت هذه القصسدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/27/243925.html