ألا بسلمانَ فاقتدي
كم في تاريخِنا الوضَّاءِ من قِمَمٍ
كانت مناراتٍ أضاءتْ طريقَ الحقِ والدينِ
فمِن فارسٍ جاءَ سَلمانُ ساعياً
مُبَشِّراً بالمُصطفى رأى كلَّ البراهينِ
فآمنَ الفَتى صِدقاً إيمانَ بيِّنةٍ
وأنضمَّ للرَكْبِ فجراً ركب الميامينِ
ولما جهَّزَ الأحزابُ للحربِ ألوِيةً
كي يُطفِئوا جذوةَ الإسلامِ في حينِ
أنبرى سلمانُ يُسْدِي النُصحَ واثِقاً
أن أحفِروا الخَنْدَقَ يا أصحابَ يسِ
فكانَ وعدُ اللهِ نصراً مؤزَّراً
رفْرفَت بعده رايةُ الإسلامِ في السينِ
سلمانُ كان كريماً صالحاً ورعاً
يخصُ إخوةَ الإسلامِ باللِينِ
يا ابنَ فارسٍ ماذا جَنتهُ يدي
حتى تُجافيني وتمضي تُؤذيني
فرغمَ النجاحاتِ التي حققتُها أملاً
في رضا اللهِ يومَ الحشرِ يَجزيني
جئتَ بالصَلِيبي خَبيراً رغمَ تحذيري
لساعِدٍ كيِّسٍ لم يُعاديني
وبالمجوسِ والهِنْدوسِ من بلدٍ
يُسامُ فيه عذاباً إخوةُ الدينِ
فلم يُبدِعَ الجَمعُ شيئاً رغم جهدِهِمِ
وما إستطاعوا جِهاراً أن يبِزُّوني
لكنهم مثلما الخَفَّاش في الليلٍ
هُرِعوا إليكَ يبثُّوا الشَكَّ باعوني!
فلما كانتِ الجُمَعةُ الغَرَّاءُ إندحَروا
كإبنِ إبليسَ يومَ النحرِ مَحْزونِ
فها هي الخُطَّةُ التي قُدِحتْ
وصُنِّفتْ مَسْخاً وضَرْبَ تخمينِ
تُعْطي ثِماراً لِطافاً لا حُدودَ لها
بفضلٍ من اللهِ ثم تمكيني
فما انفرجت أساريرُكمْ يوماً لإنجازي لإنجازي
ولم أنلْ شُكراً بعد شُكرِ اللهِ يُرْضيني
ماذا دَهاكَ أخي في الدينِ والتقوى
ألا تخاف يوماً بألفٍ ضرب خمسينِ
يا ابن فارسَ ألا بسلمانَ فأقتدي
لا تنسبَ الجهدَ .. جهدي للمُرائينِ
..................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/26/243766.html