Rainbow Graphics - http://www.myrainbowtext.com
Subscribe:

فرح البدايات

فرح البدايات

مثلما يملأُ الطفلُ المساحاتِ انتشاءً

و يضيء الوجهُ منه يبدو كالقمر ْ

حينَ تأتي حاملاً صُرَّةَ حَلْوى

كانَ ذاكَ الحالُ حالي في بداياتِ السفَرْ

فالأُمنيــــاتُ الخُضرُ تســتَبِقُ الـــرُؤى

حينَ يعلو بعدَ قحطٍ صوتُ زَخَّاتِ المطَرْ

فإذا الأرضُ توارتْ تحتَ وردٍ وندى

جاشتِ النفسُ بالفرحةِ لم تُبَّالي بالثمَرْ

فرحةُ العُمرِ تجلَّت والرِضا مني تَبدَّى

يومَ جاءت فُرصةٌ للتغرُّبِ في الصِغَرْ

كيفَ لا والغيومُ الداكِناتُ تدلَّت زمناً

حجبَتْ عني وعن جيلي النظَرْ

تاهت الشمسُ عنَّا غابَ في الليلِ السَنا

فأدْلَهمَّ الدربُ و أزدادَ الخطَرْ

التهاني والأماني خاصمتني زمناً

عادت اليومَ نَشْوى بعدَ طُغيانِ الخبَرْ

خبرُ الغُربِةِ في البلادِ تفشَّى

فأتى الناسُ بآمالٍ وأحلامٍ كُثُرْ!

جاءَ مَن يطلبُ (شنطةَ) عُرْسٍ وفِِيزا

ومَن ينشُدُ مالاً بعدَ حينٍ يعتمِرْ

لا تحاولْ خلقَ عُذْرٍ دونَ جدوى

فمن حازَ عقداً كيف ينكُصُ يعتذِرْ؟

فالجواهرُ بائرةْ مثلَ حبـَّاتِ الحصى

والدراهِمُ مهملة في صِرافاتِ الجُزُرْ!

لكنَّ من خَبِِرَ التَغرُّبَ إنبرى

دعا الجميعَ إلى التريِّثِ والحذَرْ

قال يا قافزينَ إلى الثُريَّا من الثرَى

الكدحُ مطلوبٌ وفوقُهُ هَدرُ العُمرْ

وما كلُّ البداياتِ السعيدةِ في الدُنا

تُفْضي إلى مَراميها البعيدةِ يا بشَرْ

وكيفَ يقفُزُ في المجهولِ يخرجُ هكذا

من لمْ يذقْ مُرَّ التجاربِ والسهَرْ؟!

هنا تمازجت المخاوِفُ والمُنى

غطَّى الضبابُ دروبَ فِكري وإنهمَرْ

فهل إلى المجهولِ قَفزِي يا تُرى؟

أمْ هو الصيدُ المؤكَّدُ يَنتظِرْ؟

هل أتبعُ المثلَ القديمَ مُحاذِراً:

(طائرُ في اليدِ خيرٌ من ألفٍ هَجَرْ)

أم تراني عائداً بالألفِ لا أخشى الوغى

فليذهبَ المسكينُ لا يُجدي الحَذَرْ!

هل مِن مزيلٍ لحيرتي؟ .. لا أرى!

فوَّضتُ أمري للذي نَسًجَ القَدَرْ

.....................................

ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/27/243960.html