حُكمُ السلاحف
مُنذُ القِدَمْ باضَتْ في المكاتِبْ وفَرَّختْ
صارت دواوينُ الحُكومةِ للسلاحِفِِ مَرْتعا
شبَّ الصِغارُ في بُطْئهمْ فاقوا الكِبارَ
توالتْ الأجيالُ فصارَ البُطْءُ مُرَكَّبا
سيلٌ من الأحكامِ تُصدِرُ ها الزواحِفُ جملة
بعدَ النظرْ دونَ التمعُّنِ في الوثائقِ جيداً
وتعودُ تُصْدِرُ غيرَها أو ضِدَّها
فهل ساديَّةٌ هي أمْ تُريدُ تَشَفِيَّاً؟!
(سدِّد الرَسمَ الـمُقرَّرَ .. أرفقَ الإيصالَ
رتِّبَ الأوراقَ .. ضَعِ النموذجَ أوَّلاً)!
وبعدَ الرسْمِ والترتيبِ تُقبِِلَ باسماً
كَمنْ بَزَغتْ لهُ شمسُ الحياةِ مُجدَّداً
لكنَّ السلاحفَ قد أجادتْ .. أبدعتْ
رسمَ الفِخاخِ .فتهوِي لا مُحالةَ هامِداً
(إذهبْ وعًدْ إلينا بعدَ عامْ
لا تنتظرْ فالأمرُ يبدو مُعقَّداً)!
الوجومُ والقولُ الرتيبُ سلاحُها
كَمٌّ من الهَمِّ الثقيلِ يغشاكَ باكِراً
عند الدُخولِ ترى التثاؤبَ بادِياً
وعند الخروجِ تلْفَى العُبوسَ مُرابِطاً
وبينَ التثاؤبِ والعُبوسِ مراحِلٌ
من النَكَدِ الـمُمنهجِ أصبحَ واقِعاً
إذا تبرَّمَ (المنكُوبُ) أو تلفَّتَ غاضِباً
وقفَ الجميعُ مُدافِعاً ومُعانِداً
يُدَسُ ملفُّهُ وسطَ (التِلالِ) ويُزْدَرَى
ما لم يعدْ عن (فِعلتِهِ المُشِينةِ) نادِماً!
لكنْ للسَلاحِفِ خلفَ الأكِمَّةِ خِفَّةٌ
مثل الظِباءِ رأت ورداً عظيماً غازيا!
ترى الأحِبَّةَ جالسينَ وحولهم
سلاحِفُ تعْدو تبذُلُ الجهدَ وافِراً
ما زارت ملفاتُهُم تَلاً أو زريبةً
وما واجهوا يوماً عُبوساً أو تراخِياً!
......................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :