Rainbow Graphics - http://www.myrainbowtext.com
Subscribe:

قَيسٌ ولَيلَى

قَيسٌ ولَيلَى

تسمَّرَ الجميعُ فجأةً أمامَ التلفزةْ

كُلُّ البرامجِ عُلِّقتْ ونشرةُ الأخبارْ

قِيلَ أن لَيثَنا الهُمامَ قادمٌ

كي يكشِفَ الأمورَ جُملةً وينزِعَ السِتارْ

عن أخطرِ الأحداثِ في البلادِ قاطِبةْ

ويتخِذْ بشأنِها مُجَهبَذاً قَرارْ

زادَ القَلقْ صارَ الوُجومُ سيِّداً

عندما تأخَّر الهُمامُ .. طالَ الإنتظارْ

دَنونا حتى كِدْنا ندخلَ الجِِهازْ

بعد النشيدِ عالياً أذاعَهُ .. فحيرةً أثارْ

هل ثَمَُّةُ إنقلابٍ يا تُرى

ومن يكونُ القائدُ المِغْوارْ؟

وكيفَ الإنقلابُ والغابةْ كُلُّها عُيونْ

وحُرّاسُها مُرابطون بالليلِ والنهارْ!

إذاً فقد أُعِيدَ إنتخابُ الليثِ ثانيةْ

كَلا.. فإنهُ ونسلَهُ مُخلَّدونَ كُلُّهُم مدى الأعمارْ!

أو ربما تزوَّجَ المحظوظُ لَبْوةً جديدةْ

لكنْ لديهِ أربعٌ ولا إستثناءَ للكِبارْ

********

إزدادَ الطَبلُ قوَّةً .. صارَ الضربُ مُوجِعاً .. علا النشيدْ

تتابعتْ قَذائفٌ عشرونْ وواحدةْ .. تحيَّةُ الثُوَّارْ

ثم سادَ الصمتُ مُفسِحاً للعاصفةْ المجالْ

فجاءَ الليثُ يعدو عبرَ الشاشةْ كالإعصارْ

الأنيابُ مثلما السيوف .. نكَّلتْ بحاجزِ البلُّورِ

لتنطلقْ نَظَراتُهُ تِجاهَنا كأسهُمٍ من نارْ

كشَّرَ الهُمامُ عن أنيابهِ وقالْ :

أسمعوني معشرَ الثوارْ

تعلمونَ جيِّــداً أنَ الغابةْ مُذْ تكوَّنتْ

تعاظَمَتْ جِبالُها .. أشجارُها وسالت الأنهارْ

ظلَّت تَعشَقُ المزيونةْ .. صارَ الشعبُ قَيساً

في المزيونةْ لًيلَى دوماً ينظمُ الأشعارْ!

من فَرطِ حُبِّهِ أقامَ مسكناً لها في كُلِّ كوكبٍ

وقصرينِ فاخِرينِ في المريخِ والهلالْ .. مصدرُ الفَخًارْ!

الشعبُ فجراً يدخُلُ المِضْمارْ .. يهتُفْ للمَزيونةْ عالياً

لا يلتفتْ لمأكلٍ أو مشربٍ .. يقتاتُ بالشِعارْ!

لَيلًى ظلَّتَ مَنجَمَ الوفاءْ .. أعطت حُبَّها مُضاعَفاً

فكُنَّا نهزمُ الجميعَ .. الغاباتِ والصحارى .. في الأقاصِي والجِوارْ

لكن حُبُّ قيسِنا تحوَّلْ .. من الوفَّيةْ للكواكبْ

صارَ قيسٌ خائناً .. فانهالت الهزائمْ كالأمطارْ!

فبخمسةٍ هُزِمنا في القارةِ السمراءْ

وبضعفِهِ لواحدٍ في القارةِ العجوزِ .. يا للعارْ. !

حتى اليتيم جاء خِلْسةً

حينَ الدِفاعُ تاهْ ِكاملاً.. بفضلِ ما أثَرنا من غُبارْ)!!

صارَ الصِراعُ في القصرينِ قاتلاً

فأشاحَ قَيسٌ عن محبوبِهِ .. وإهتم بالأخبارْ!

لكنَّهُ بالأمسِ طالعَ التصريحَ بإنشراح :

(سننتصرْ .. مؤكَّدٌ سننتصرْ ونواصلُ المشوارْ)

واليوم قالتِ الأخبارُ بالصحيفةْ.. بذات الخطِّ والتنسيقْ والزخرفةْ الأنيقةْ:

(بدستةٍ لصِفرٍ قد هُزِمنا .. التحكيمُ كانَ ضِدَّنا .. وقُرعةُ الأدوارْ)!!

فتاهَ قَيسٌ .. ضاعَ في مجاهِلِ القصرينِ .. وبين أسطُرِ الصحافةْ

صارَ مُدمِنا للصمتِ .. ماتتِ الأفكارْ

حتى قِيلَ أنَّ قيساً جُنَّ .. طارَ العقلُ كاملاً

يظلُ يَهذي بالمزيونةْ .. يلعنُ القصورَ والصحافةْ في الشوارعْ.. يصيبُهُ الدَوارْ

. ********

معشرَ الثوارِ والأحرارْ .. لابدَّ من قرارْ

إذا كانَ الوضعُ هكذا ففيمَ الإنتظارْ؟

قرَّرنا أنْ يُصادرَ القصرانْ ..

يُحالُ مُدمنو القصورِ للتَقاعُدْ

.. ودونَ إختيارْ

وأن يُفكَّ أسْرُ لَيلَى كامِلاً

تعودُ للبريَّةْ .. للهواءِ الطًلقِ .. للزهرِ والنُوَّارْ

ويعودُ قَيسٌ للبَسيطَةْ .. لوادي عَبقَرْ .. يستلهم الأفكارْ

كفاهُ تِيهاً في السماءْ .. من نَيزكٍ لكوكبٍ سيَّــار!

كي يعودَ عقلُهُ .. يفيض حُبُّ العامِريةْ أنهُراً في قلبهِِِِ

يَهُب باكراً إلى المِضْمارْ .. يُمجِّد المزيونةْ.. ويعود الانتصار
...............................

ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/26/243818.html