غابةُ الخُرطومْ
كادَ الهمُّ يقتُلُني .. يُشِلُّني الوَجَلُ
لما تيقَّنتُ أنِّى ذاهبٌ حتماً
إلى غابةِ الخُرطومِ حيثُ التِيهُ والرُعُبُ!
كلُّ المسالِكِ إلى غاباتِ الدُنا طُرّاً
حيثُ الثمارُ وشَهدُ النحلِ ينتظِرُ
تمرُ حصراً بغابةِ الخرطومِ .. تجتذِبُ!
العبورُ يستعصي على الفُرسانِ كُلِّهِمِ
مهما إستعانوا ببِيضِ الهِندِ والزخَمِ
فالسلاحُ هنا عجبُُ .. سلاحُنا الدولارُ والذهبُ!
جُموعٌ إلى غابةِ الخُرطومِ إنطلقَتْ
تأبَّطتْ حقائبَ بالأوراقِ إزدحمَتْ
وكلّما دنتْ من غابةِ الخُرطومِ تضطرِبُ
كما الأسرى إصطففنا داخلَ الغابةْ
ضابطُ التحصيلِ كالطاؤوسِ يرمُقُنا
من مُقلتيهِ يَطُلُّ الحَزمُ والرَهَبُ!
قالَ مُغتاظاً:
مِن عامينِ لم تدفعوا شيئاً
تهاونتمْ فلا المفروضَ سدَّدتُم
ولا المعلومَ أديتُم .. ولم تَهِبوا!
أينَ حقوقُ الغابةِ الكُبرى؟
هل ماتَ الحبُّ فيكم .. ضاعتْ النَخْوةْ؟
أكادُ أجِنُّ .. يا تُرى ما هو السببُ؟
قالَ قائلُنا:
كَفى أيُّها الضابطُ (الوطني) لا تزِدِ
لم ندَّخِرْ شيئاً رغمَ السَعيِ والجهدِ
فالوضعُ في غاباتِ الدُنا صعبُ!
الغابةُ الكُبرى في أعيُنِنا قَبلاً ومن بعدِ
نسترخِصُ الأرواحَ نفديها بالكَبِدِ
من القلوبِ يفيضُ الشوقُ والحبُ
خروجُنا كانَ حَتميَّاً وبالِغَ الألمِ
ضاقتْ بنا الغابةْ أضحتْ بلا طَعَمِ
طَغى اللئامُ بَغُوا فأستفحلَ الجَدْبُ
كُنا ظِباءً بلا حَولٍ ولا قُوَّةْ
يدوسُنا الفيلُ .. يُخِيفُنا الكوبرا
بالتْ خنازيرٌ فتسمَّمَ العُشْبُ!
الغابةْ لن تشكو الفقرَ والعَدَمَ
كي يخرج الظَبيُ يكابد الألمَ
لو ساهم الكوبرا وسدَّدَ الذئبُ
رد ضابطُنا:
لا تدَّعوا الحُبَّ .. حُبَّ الغابةِ الكُبرى
كُفُّوا عن التطبيلِ لا تنفعُ الخُطَبُ!
لا خروجَ إلى الغاباتِ ما دُمتُمْ
صرفتُم الدولارَ .. بالآلاف ِضيَّعتُمْ
لماذا الجريُ و التسفيرُ والتعبُ ؟!
********
سؤالٌ حائرٌ دارَ في خَلَدي
تُرى ما هذا الذي يجري؟
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/11/26/243799.html