نَهرُ الأحْزانْ
ليوثُ الغابةِ لا جِدالَ مُبدِعونْ
لكنَّ قمَّةَ الإبداعِ لليوثِ في الجِبايةْ!
فهم بارعون في التمركُزِ .. في الإنقضاضْ
لن ينجو منهم ظَبيٌ أو زرافةْ
فمَهما إحترستَ .. حصرتَ السيرَ في الحَواري والأزقَةْ
هَجرْتَ شارِعَ المطارِ والصَحافَةْ ..
أو بَرعتَ في التمويهِ والحَصافَةْ
فهم صائِدوكَ .. صائِدوكَ يا بُني لا مَحالةْ
فعيونُهُم تَصُبُ ليزراً تستَكشِف البعيدْ
قبلَ الوصولِ لنُقطِةِ الجزاءْ بنحوِ ساعةْ!
يعرِفونَ من بعيدٍ كمْ كيلو لحْمٍ تختَزِنْ
وكمْ صافي الوزنِ ونسبةَ النَحافةْ!
وبقدرِ وزنِ الصيدِ يكونُ الإنقضاضُ
يا ويلَ من تغذَّى جيِّداً وخاصَمَ الرِياضةْ!
يُستقبلُ كالملوكِ تَحُفُّهُ فَِيالِقُ الجُباةِ .. لا فَكاكَ مُطْلَقاً
ليأتي كُلُّ فَيلَقٍ يُقدِّم القِرى .. إيصالينَ أو ثَلاثةْ!
فهذا فَيلَقُ العَوائدْ .. هيَّأَ الشِراكَ للطَرائدْ
و آخرٌ للسَيرْ ِ.. مُباغِتٌ خَطيرْ .. رابِضٌ في كُلِّ مُنعطَفْ وزاويةْ
وثالثٌ للصحةْ والتعليمْ .. يُعاني في الحالينِ من تَراجُعٍ عظيمْ!
ورابعٌ أبلي بلاءً في الإنارةْ .. فرُقِيَّ المحظوظُ للنِفايةْ!
شعارُهُمْ : لابدَ للجِبايةْ دافعونْ وأنتمْ صاغِرونْ
وإلا للدمعِ ذارِفونْ .. وعندها لا تنفعُ النَدامةْ!
بعضُ اللُيوثِ ماهِرونْ .. للكَتْفِ ونِصفِ الكَتْفِ آكِلونْ
فما لهمْ لهمْ وما لقيصرَ أيضاً لهمْ مُناصَفَةْ!
لأنَّ إيصالاتهُم لا شيء فوقها .. لا إسم بيتِ المالْ!
والخَتمُ باهِتٌ .. كأنَّهُ مُثبَّتٌ هناكْ من ألْفِ عامٍ كامِلةْ!
يَجْبونَ للحياةِ والمماتِ .. .. لكُلِّ شيءْ وما شيئاً رأينا ماثِلاً
فأينَ يا تُرى يصُبُ نهرُ الحزنِ في النِهايةْ؟!
وكيفَ تجري بالأحزانِ أنهرٌ .. تُضاعِف الآلامَ للظِباءْ
لتسقي الأرضَ من أنينِ المستضعفين والغَلابةْ!
وكُنَّا قد ظننا حين العَسجَديُ فاضَ في الأرجاءْ
أنَّ الزُلالَ غامِراً تدفَّقْ .. فلم تعُد للكَدرِ حاجَةْ
لكنَّني أكادُ لا أرى الزُلالَ .. لا أُحِسُّهُ براحتَي
يا حسرتي هل غارً العَسجَديُ .. أَمْ ضاعَ النهرُ في الصِرافةْ؟!
...........................................
ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :